Monday, June 4, 2007

تمسكوا بالصبر الإيجابي

تمسكوا بالصبر الإيجابي والعناد الإيجابي والتفكير الإيجابي


ان الصبر الإيجابي هو هذا الصبر الذي ينم عن ذكاء وهمة صاحبه واستيعاب ه للأحداث والعناد الإيجابي هو ذلك العناد الذي يهزم الباطل ويعني الثبات علي الحق والمبدأ الصحيح والتفكير الايجابي هو ذلك التفكير الذي يبني ويسدد ويقارب ويبتكر من أجل الحق

إن التمسك بهذه المعاني في هذه الظرف التي نحياها في انتخابات الشوري هي من وجهة نظري طريقة مفيدة لمجابهة اليأس الذي يبثه في الشعب عناصر الإفساد الحكومي للانتخابات

ولعل ما قاله المهندس حسني عمر في احدي بياناته مفيدا هنا حيث قال:


إن السلبية والإتكالية لا تحقق هدفا ولا تثمر تغيرا وإن صاحب النفس الحرة والهمة العالية لا تعجزه عراقيل ولا توقفه سدود – وأبناء دائرتنا الأحرار المخلصون هم الذين ساندوا الحق مرات ومرات رغم الظلم والتضييقونستطيع بكم يا أهلنا الكرام وبفضل الله تعالى ثم بعزمكم وهمتكم أن نوقد في الظلام ألف شمعة وان نوجد للمشكلة ألف حل وأن نسلك كل سبيل متاح لنصل إلى حقوقنا المشروعة ولن نفقد الأمل وسيظل أبناء هذه الدائرة مساندين للإصلاح لتحيا حياة كريمة ونحقق لأولادنا مستقبل أفضل


ولتقرأ معي رسالة قوية من أحرار مصر:

رسالة من د. حبيب إلى كل مصري

د. محمد السيد حبيب


أيها المصري الكريم..
سلام من الله عليك ورحمته وبركاته، وبعد..
فأنا أعلم من خلال معايشتي لك أنك عاشق للحرية بالفطرة، وأنك عاشق بالأصالة لكل داعية لها أو مجاهد من أجل ترسيخ معالمها؛ لأنك تدرك معنى الحرية، ومعنى أن يكون الإنسان حرًّا، فعن طريقها يشعر الإنسان بأن له مكانةً وإرادةً وقدرةً على الاختيار، وأنه يمارس حياته في كافة المجالات والميادين دون ضغط أو قهر أو إكراه، سواءٌ كان هذا الإكراه مباشرًا أو غير مباشر، ولِمَ لا وقد ولدتنا أمهاتنا أحرارًا؟! نكره أن نكون عبيدًا ونرفض أن نكون أذلاء.

ولما كانت الحرية قرينًا للعزة وصنوًا للكرامة ومظلةً يقف تحتها كل الشرفاء.. كانت الحرية فريضةً من فرائض الإسلام، يؤكدها ويدعمها، ويدافع عنها ويدفع إليها، كحرية العقيدة والعبادة، وحرية النقد والتعبير، وحرية التنقل والتملك، وحرية الاجتماع والاحتجاج والتظاهر السلمي.. إلخ؛ لذا لا تدعهم يسلبونك حريتك.. لا تتركهم يعتدون على كرامتك.. لا تسهل لهم سبل انتهاك حقوقك أو إهدار آدميتك.. لا تمكنهم من التحدث باسمك أو النيابة عنك، دون تفويض حر أصيل منك لمن ترى أنه جديرٌ بثقتك، أهلٌ لاختيارك.

ليكن لك صوتك القوي الداوي وحركتك المتوثبة الدافقة ومواقفك الصلبة الراسخة، ينبغي ألا تضيِّع لحظة من وقتك دون أن تفكِّر أو تتأمل، أو أن تقف وقفةً تنظر فيها بعمق إلى ما تصنع، وإلى ما يصنعه الآخرون، أو أن تسأل نفسك لِمَ كان هذا الشيء ولَم يكن نقيضه أو لِمَ لمْ يكن شيءٌ آخر؟ لا بد أن تتوقف عند كل حدث يمر بك أو بمن حولك، فهناك سنن لكل ما يجري يجب أن تتعرف عليها وتعي الحكمة من ورائها..

أيها المصري الحبيب..
الحرية بحاجةٍ إلى رجالٍ مثلك.. يذودون عنها.. يحمونها.. يستبسلون في الدفاع عنها.. يستميتون في المحافظة عليها.. لأنهم يعلمون أنهم بغيرها لا شيء.. وهم بها كل شيء.. هم بغيرها لا يستطيعون فعل أى شيء ولو كان صغيرًا تافهًا، وهم بها قادرون على فعل أي شيء ولو كان كبيرًا وعظيمًا، فالحرية أساس الابتكار وأصل الإبداع.. وهي السبيل إلى تحقيق النهضة، والرقي والتقدم، والازدهار.. وإذا كان الحرص يذل أعناق الرجال.. فلا ينبغي عليك أن تكون حريصًا على منصب، أو جاه، أو مال.. كن حريصًا على حريتك أن تُصادر، وعزتك أن تُخدش، وكرامتك أن تُمس.. تكن بذلك أغنى الناس.. وأعز الناس.. وأكرم الناس.

عُشاق الحرية أقدامهم ثابتة.. نظراتهم ثاقبة.. قلوبهم على أكفهم.. قاماتهم منتصبة.. ممتدة.. حتى إن هاماتهم لتعانق السحاب؛ لأنهم لا يمدون أيديهم، ولا ينتظرون عطايا أو هباتٍ من أحد.. اهتماماتهم دائمًا وأبدًا عظيمة وجليلة بحجم وطنهم.. وآمال أمتهم.. ليست لديهم مصالح ذاتية يفنون أعمارهم في اللهث خلفها، وإنما همهم الأكبر عقيدتهم وأمتهم.

أيها المصري النبيل..
لعلك تعلم أن الحرية تنمو وتزدهر في ظل الجماعة.. ولا غرو فيد الله مع الجماعة.. يحفظها ويرعاها.. ويشد من أزرها ويقوي ساعدها.. الجهود الفردية لا تكفي ولا تفي بالغرض المنشود؛ لذا يجب عليك ألا تقف وحدك في الميدان.. لا تعزل نفسك.. أو تقبل أن تفرض عليك عزلة.. لا تكن منفردًا.. وحيدًا، وكن مع إخوانك الأحرار الشرفاء.. ضع يدك في أيديهم.. كن إلى جوارهم وفي خندقهم.. تأخذ منهم وتُعطيهم.. تؤيدهم ويؤيدونك.

إن الوطن الحر لا يمكن أن يحميه عبيدٌ أرقاء.. الوطن العزيز لا يحافظ عليه ولا يدافع عنه سوى أحرار شرفاء.

ومن ثَمَّ فحرية الوطن من حرية المواطن.. وعزته من عزته.. وكرامته من كرامته.. من أجل هذا كله كان للحرية ثمنها الباهظ يدفعه الشرفاء.. يدفعونه من عرقهم وجهودهم وأوقاتهم وأموالهم؛ بل ومن حرياتهم الشخصية... وهم حين يفعلون ذلك يكونون في قمة الإحساس بالسعادة والشعور بالرضا.. سعادة يغبطهم عليها مَن في الأرض جميعًا.

أيها المصري العزيز..
كما تعلم يحرص أعداء الوطن- أعداء الحرية- على قهر الإنسان.. وقمعه.. وتحويله إلى مسخ مشوه، ولا شك أن عشاق الحرية والدعاة إليها هم هدف هؤلاء الأعداء.. هم الذين ينالهم النصيب الأوفى من السهام حتى تبقى الشعوب أبدًا مسلوبة الحرية.. ذليلة.. مقهورة.. مسحوقة.. قابعة في أسر المهانة.. غير قادرة على استرداد حقوقها أو التصدي لما يواجهها، تاركةً للمجرمين والقتلة مهمة إغراق سفينة الوطن.. وتلك هي الهاوية.

وأخيرًا لك مني خالص الود والتقدير وإلى لقاءٍ قريبٍ نلتف فيه جميعًا حول راية الحرية؛

النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين القاهرة في: 18 من جمادي الأولى 1328هـ= 4 من يونيو 2007م

No comments: